جلال سالم محمد أبو عابدة، 34 عامًا، متزوج وأب لـ 4 أبناء، سكان مخيم البريج.
كنت من أواخر النازحين إلى مراكز الإيواء. بتاريخ 24/12/2023، بدأ تهديد الاحتلال بهجوم بري على البريج، وفي 25/12/2023 ألقت قوات الاحتلال منشورات على منطقة البريج بضرورة الإخلاء الفوري. بقيت في المدرسة لعدة أسباب، أولها أنه لا يوجد أقارب لي في مناطق خارج البريج، ووضعي المادي صعب لا أستطيع تحمل تكاليف النزوح، وسبب آخر أنه تم إبلاغنا من إدارة مركز الإيواء بأن المركز ليس ضمن منطقة الاجتياح، وأنه مكان آمن فبقيت فيه.
في 28/12/2023 حوالي الساعة 6 صباحا، كان هناك قصف إسرائيلي كثيف وأحزمة نارية وقصف مدفعي في كل مكان، حتى سعمنا اقتراب آليات الاحتلال من سور المدرسة الجنوبي وهدموه واقتحموا المدرسة مع النداء بمكبرات الصوت على جميع من في داخل المدرسة الخروج إلى ساحة المدرسة رافعين الأيدي وحاملين الهوية. خرج الجميع من رجال ونساء وأطفال، وأجبرونا على خلع ملابسنا، نحن الرجال، وأخذونا إلى خارج المدرسة في أرض زراعية وبدؤوا يأخدوننا 5 أفراد على دفعات. جاء دوري وذهبت أنا وأربعة من أفراد عائلتي أرجعوهم جميعا إلاّ أنا تم اعتقالي وأخذي وأنا مقيد اليدين معصوب العينين وعارٍ والجو بارد جدا. تم تحميلنا في شاحنة كالأغنام مع الكثير من المعتقلين وتحركت الشاحنة بنا حتى وصلنا إلى مكان مجهول وأنزلونا من الشاحنة بطريقة وحشية مع شتم وضرب بأعقاب الأسلحة.
اقتادوني إلى التحقيق وخلاله كنت أتعرض للضرب، وكانت تركيزهم أين كنت في 7 أكتوبر، وهل تعرف مشاركين في الهجوم، وتم اتهامي بأني أعمل مع المقاومة، كل هذا مع الضرب والشتم والإهانة، وانا مكبل اليدين عارٍ من الملابس، وبعدها تم تحميلنا في شاحنة قالوا سيتم إرجاعكم لمركز الإيواء.
في الطريق وجدت زوجات أخوتي الاثنتين وسيدتين من العائلة كانوا معنا، كانوا يكذبون علينا، وصلنا إلى مكان كله حصى نجلس على ركبنا على الحصى ليوم كامل. كان الجنود يدعسون بأرجلهم على رؤوسنا، بعدها أعطونا ابرهول شفاف لايقي شيئاً من البرد والامطار، قمت بلبسه، وتم إدخالنا على طبيب سألني ان كنت أعاني من أي أمراض مزمنة وأخبرته بأني أعاني من ضيق في التنفس. وبعدها تم نقلنا إلى بركس، وأعطوني بيجاما وبطانية وفرشة لا يتعدى سمكها 1 سم، كل هذا وأنا معصوب العينين. وفي الليل أحضروا وجبة عشاء لا تكفي لطفل صغير. كنت آكل وأنا معصوب العينين، وأذهب للحمام وأنا مقيد، وطوال الوقت كنت مقيدا. بقيت يوما واحدا بعدها تم اقتيادي للتحقيق، وتكررت نفس الأسئلة في التحقيق الاول مع شتم واستهزاء بي وتهديد بقتل أطفالي وهتك عرضي إذا لما أتجاوب معهم وكانت مدة التحقيق تقريبا 5 ساعات.
بعدها أخدوني لمكان أرضيته أسفلت وجلست على ركبتي مع الشتم والضرب بعدها أرجعت إلى البركس حيث بقيت 4 أيام.
من البداية أعطوني رقم وكانوا ينادوا علينا بالأرقام، وكنا نأكل 3 وجبات باليوم قليلة جدا لا تكفي لطفل صغير، كانوا يتبعوا معنا أسلوب تجويع. بعدها تم أخذي للتحقيق داخل غرفة بها صوت الموسيقى بصوت عالي وصاخب وتشغيل مكيف بارد جدا ومراوح مع أرضية الغرفة كلها حصى لمدة 4 ساعات. وبعدها أدخلوني على المحقق أجلس على كرسي صغير جدا مع تقييد يدي بساقي من الاسفل وكانت مدة التحقيق 12 ساعة متواصلة، أكثر من محقق مع استهزاء وشتم طول فترة التحقيق.
بعدها تم ارجاعي إلى غرفة الموسيقى لمدة 4 ساعات، وبعد انتهاء التحقيق تم تحملينا في باص داخله كنت أتعرض للضرب المبرح والشتم، وارجعت للبركس وبقيت هناك طوال مدة الاعتقال.
أثناء هذه المدة تم عرضي على جهاز الشباك كان يعرض علي العمل معهم مقابل تأمين مستقبل أولادي كنت أرفض التعاطي معهم.
أثناء تواجدي بالبركس كانت المعاملة سيئة جدا لا توصف، ممنوع التكلم، ممنوع الجلوس، فقط أثناء النوم. من يخالف يتم معاقبته بشدة وقسوة، وكان يتم إيقاظنا عن طريق ضرب جدران البركس. بين الحين والآخر كانت تدخل علينا وحدات مكافحة الشغب معهم كلاب مسعورة يتم تخويفنا بها، كنا نجلس 17 ساعة على ركبنا. أخدوا منا بصمة العين وبصمة من اللعاب DNA.
لمدة 34 يوما عانيت من ويلات السجن من ضرب وتهديد وشتم وإهانة. وتم الإفراج عني يوم بتاريخ 29/1/2024 حيث حلمونا في باص وكان معنا نساء وسار الباص مدة 4 ساعات تقريبا، حتى وصلنا معبر كرم أبو سالم شرق رفح، وهناك فكوا القيود وطلبوا منا الركض بسرعة نحو الجهة الفلسطينية. وتم استقبالنا في مكان لموظفي الأونروا أخذوا بياناتنا، بعدها توجهت مباشرة إلى مركز الإيواء في مخيم البريج المكان الذي تم اعتقالي فيه لكي أبقى مع أهلي وأولادي هناك. وأناشد جميع المؤسسات لمعرفة مصيرة زوجات أخوتي الذين لا نعرف عنهم أي شيء.