أحمد أسعد صالح الددة، 55 عاما، ومتزوج وعدد أفراد أسرتي 14فردا، منهم، 9 ذكور، و3 إناث، سكان غزة.
أسكن في عمارة سكنية مكونة من ثلاثة طوابق، ومعي أبنائي متزوجين في العمارة نفسها، والكائنة في منطقة التفاح بمدينة غزة، وأعمل مزارعاً في أرض لدي، وفي بعض الأحيان أعمل عند المزارعين مقابل أجر يومي. حصلت على تصريح احتياجات اقتصادية للعمل في إسرائيل، واستلمت التصريح في 19/1/2023، وتوجهت للعمل هناك في الزراعة (القطيف) بمنطقة ريشون ليتسيون.
في يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر من عام 2023، كنت في المبيت عند المشغل الخاص بي في منطقة رهط، عندما حدثت العملية المسلحة في الغلاف، وبدأنا نسمع الانفجارات ونتابع الأخبار، وانتظرنا ماذا سيحدث، وكان معي حوالي15 عاملا. بقينا حتى تاريخ 10/10/2023، حيث وجدت تصريحي مسحوباً من صفحة المنسق فقمت بتسليم نفسي للجيش في مركز رهط. ومباشرة أخذوا كل مقتنياتي الشخصية من جوال وهوية ومبلغ مالي بقيمة 6000 شيكل، واحتجزوني مع حوالي 150 شخصاً مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين في مساحة ضيقة جدا. وبقينا كذلك لمدة 14 ساعة ولم يقدموا لنا شيئاً من أكل أو شرب ومنعونا من دخول الحمامات، هذا كله بجانب قيامهم بضربنا وتعذيبنا وافلات الكلاب علينا.
في اليوم التالي أخذونا بالباص وتم نقلي إلى سجن عوفر، ولم يكن هناك أكل مناسب ولا يوجد حرامات ولا فرشات وينام الجميع على الأرض والبرد القارس في المكان والاكتظاظ.
في27/10/2023، تم اقتيادي إلى التحقيق لمقابلة المخابرات الإسرائيلية وأنا مكبل اليدين. وعند وصول دوري تم إدخالي وفك يدي، وسألوني عن عدة أمور وهي: أين يختبئ قادة حماس، وسألوني عن بعض الأشخاص وبعض المنازل، وأين مناطق إطلاق الصواريخ، وأين كنت وقت الأحداث. ومكثت في التحقيق لمدة4 ساعات، وبعدها تم ارجاعي إلى مكان الاعتقال، ونحن على نفس الوضع والظروف القاهرة .
في اليوم التالي حضر إلينا على مكان الاعتقال مسؤول التنسيق والارتباط بالجيش الاسرائيلي وسجل أسماء جميع الموجودين ومفقوداتهم ثم غادر.
في يوم الجمعة الموافق 1/11/2023 عند حوالي الساعة 22:00، دخل جنود الاحتلال علينا وقيدوا يديّ ورجليّ وعصبوا عينيّ، واقتادوني مع آخرين إلى الباص. وبقينا كذلك على هذا الحال حتى اليوم الثاني بتاريخ 2/11/2023 في تمام الساعة 10:00، حيث نقلونا إلى معبر كرم أبو سالم وكان عددنا حوالي 25 شخصًا تقريبا.
لم يكن معي أي مبلغ مالي ولا أملك شيء فاضطررت للنزول إلى محافظة رفح، وخصوصا مع إغلاق غزة وشمالها عن الجنوب، ومكثت في مدرسة رفح ب التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وان هناك اكتظاظ شديد في المدرسة والمحافظة نفسها. وعلمت أن زوجتي وأولادي لا يزالون في محافظة غزة وسط وضع إنساني صعب وعدم وجود المأكل أو المشرب لهم ووسط الخوف والقصف المتواصل بشكل كبير وعدم دخول المساعدات الي محافظة غزة أو الشمال وبدء بروز مجاعة حقيقية.
أنا متواجد في محافظة رفح لا أستطيع فعل شيء لزوجتي وأبنائي في ظل تزايد الوضع الإنساني الصعب الذي يعانون منه.
أتمنى أن ينتهي هذا العدوان وأن أرجع إلى زوجتي وأبنائي وأحفادي، وأن ينظر إلينا نحن كعاملين كنا في إسرائيل ولحقوقنا التي لم نأخذها ولأجورنا التي لم نستلمها ولما تم أخذه منا بعين الرحمة وأن يتم مساعدتنا ومساندتنا.